في عام 2023، هزت فضيحة كبيرة شركة أبل، حيث تم الكشف عن أن مساعدها الصوتي الشهير “سيري” يقوم بتسجيل محادثات المستخدمين دون علمهم أو موافقتهم. هذه الفضيحة أدت إلى دعوى قضائية جماعية ضد الشركة، وانتهت بتغريم أبل مبلغًا ضخمًا قدره 95 مليون دولار. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذه القضية، وأبعادها، وتأثيرها على شركة أبل وعلى مستقبل المساعدين الصوتيين بشكل عام.
لمحة عن قضية فضيحة سيري
وافقت شركة آبل على دفع مبلغ قدره 95 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية جماعية تتهمها بانتهاك خصوصية المستخدمين من خلال تسجيلات مساعدها الصوتي سيري.
وتزعم الدعوى أن ممارسات الشركة في جمع البيانات الصوتية أسهمت في عرض الإعلانات المستهدفة للمستخدمين دون موافقة صريحة منهم.
تفاصيل القضية فضيحة سيري
بدأت القضية عندما اكتشف بعض المستخدمين أن سيري تقوم بتسجيل محادثاتهم الخاصة، حتى تلك التي تبدأ بكلمات عشوائية تشبه الأمر الصوتي الخاص بسيري. مثلاً، قد يسجل الجهاز محادثة عادية بين شخصين إذا تضمنت كلمة “مرحباً سيري” بشكل غير مقصود. هذه التسجيلات كانت تُخزن على خوادم أبل، مما يمثل انتهاكًا صارخًا للخصوصية.
وأوضحت الدعوى أن المساعد الصوتي “سيري” كان يعمل أحيانًا بنحو غير مقصود، مما أدى إلى تسجيل محادثات خاصة دون علم المستخدمين. ومع أن آبل أكّدت أن التسجيلات كانت مجهولة الهوية، واُستخدمت فقط لتحسين أداء سيري، فإن الدعوى انتقدت افتقار الشركة إلى الشفافية في إعلام المستخدمين بمدى جمع البيانات الصوتية واستخدامها.
أسباب قضية فضيحة سيري
رُفعت الدعوى في عام 2019 أمام القضاء الأمريكي، وزعمت أن آبل سجّلت تفاعلات المستخدمين مع سيري بنحو غير قانوني، وقد تضمنت التسجيلات محادثات تحتوي على معلومات حساسة مثل تفاصيل طبية، وصفقات تجارية، وحتى أمور شخصية كالعلاقات الحميمية. كما ذكرت الدعوى أن آبل شاركت هذه التسجيلات مع أطراف خارجية، مثل المعلنين، ومن ابرز الأسباب:
- تطوير سيري: كانت أبل تعمل على تحسين قدرات سيري لفهم اللغة الطبيعية، مما يتطلب جمع كميات هائلة من البيانات الصوتية.
- الجهل بالمخاطر: ربما لم تكن أبل مدركة تمامًا للتبعات القانونية والأخلاقية لجمع هذه البيانات دون موافقة صريحة من المستخدمين.
- الربح من البيانات: قد يكون هناك دافع تجاري وراء جمع هذه البيانات، حيث يمكن استخدامها لتحسين خدمات الشركة وتقديم إعلانات مخصصة.
تأثير قضية فضيحة سيري
- غرامة مالية ضخمة: دفعت أبل مبلغ 95 مليون دولار لتسوية القضية، وهو مبلغ كبير يعكس حجم الانتهاك.
- ضرر بسمعة أبل: أثرت هذه الفضيحة سلبًا على سمعة أبل كشركة تحترم خصوصية المستخدمين.
- تغييرات في سياسة الخصوصية: أجبرت هذه القضية أبل على إجراء تغييرات جوهرية في سياسة الخصوصية الخاصة بسيري، حيث أصبحت الشركة أكثر شفافية بشأن كيفية جمع البيانات واستخدامها.
- تحذير للشركات الأخرى: أصبحت هذه القضية بمثابة تحذير للشركات الأخرى التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يجب عليها أن تكون حذرة للغاية بشأن جمع البيانات واستخدامها.
النتائج المترتبة علي فضيحة سيري
استجابةً لهذه المخاوف، أوقفت آبل نشاط سيري موضع الجدل، وأدخلت عدة تغييرات، ومنها عدم الاحتفاظ بالتسجيلات الصوتية افتراضيًا، والسماح للمستخدمين بقبول مشاركة تسجيلاتهم أو رفضها، وتمكين المستخدمين من حذف التسجيلات السابقة.
وتشمل التسوية مدة قدرها 10 سنوات، وتحديدًا من 17 سبتمبر 2014 حتى 31 ديسمبر 2024، وتتيح للمستخدمين المتأثرين الحصول على تعويض يصل إلى 20 دولارًا لكل جهاز مُفعّل بسيري، ومن المتوقع أن يستفيد من التعويض ملايين المستخدمين، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
الدرس المستفاد
تعتبر فضيحة سيري تذكيرًا هامًا بأهمية حماية البيانات الشخصية. يجب على الشركات التقنية أن تكون شفافة بشأن ممارساتها المتعلقة بجمع البيانات، وأن تحصل على موافقة صريحة من المستخدمين قبل جمع أي بيانات حساسة. كما يجب على المشرعين وضع قوانين أكثر صرامة لحماية خصوصية الأفراد في العصر الرقمي.
مقترح لك: نموزج o3
الخلاصة
فضيحة سيري هي مثال صارخ على التحديات التي تواجهها الشركات التقنية في عصر البيانات الضخمة. يجب على هذه الشركات أن تجد التوازن بين الابتكار وتحقيق الأرباح وحماية خصوصية المستخدمين.
وتسلّط هذه القضية الضوء على أهمية الشفافية في ممارسات جمع البيانات، وتؤكد ضرورة توفير تحكم أكبر للمستخدمين في كيفية استخدام بياناتهم. ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات في حياتنا اليومية، سيظل الحفاظ على خصوصية المستخدمين أولوية قصوى.
تعليقات