إنتل، عملاق التكنولوجيا الأمريكي، تتلقى دعمًا حكوميًا بقيمة 8 مليارات دولار، في خطوة تهدف إلى تعزيز قطاع تصنيع الرقائق الإلكترونية وتعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في هذا المجال الحيوي. تأتي هذه المنحة كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز الابتكار التقني ومواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تهدد سلسلة التوريد العالمية.
لمحة عن منحة نجاة
توصّلت شركة إنتل إلى اتفاق نهائي مع إدارة بايدن للحصول على تمويل يصل إلى 7.86 مليارات دولار بموجب قانون CHIPS لدعم صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة. وتُعرف منحة نجاة بأنها تمويل حكومي كبير مخصص لدعم الشركات الاستراتيجية التي تلعب دورًا رئيسيًا في الاقتصاد الوطني. يأتي هذا التمويل ضمن مبادرة أوسع للحكومة الأمريكية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع أشباه الموصلات وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، وخاصة في آسيا.
أهمية هذا التمويل لإنتل
تراجعت أسهم إنتل بنسبة قدرها 50% منذ بداية العام، بسبب تأخرها عن منافسيها في سوق أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي وزيادة ديونها. وتلقت الشركة بعض الأخبار الإيجابية، مثل عروض الاستحواذ المحتملة واستثمارات جديدة، لكن خطط استحواذ كوالكوم عليها قد توقفت بسبب التحديات المالية والتنظيمية.
وسيُستخدم هذا التمويل لتطوير منشآت جديدة، وتوسيع المنشآت القائمة، وذلك في ولايات أريزونا ونيو مكسيكو وأوهايو وأوريغون. وكان الاتفاق الأولي الذي أُعلن في مارس قد خصص مبلغًا يصل إلى 8.5 مليارات دولار. ومع ذلك، انخفض المبلغ النهائي، بسبب استفادة إنتل من برامج تمويل أخرى مرتبطة بوزارة الدفاع، حسبما أفادت الشركة.
يُعد التمويل البالغ 8 مليارات دولار دفعة قوية لإنتل التي تعمل على تحديث بنيتها التحتية وزيادة قدرتها الإنتاجية. يُتوقع أن يُستخدم هذا المبلغ في:
- بناء مصانع جديدة: ستُخصص الأموال لتطوير منشآت تصنيع متقدمة تُعرف باسم “Fabs”.
- البحث والتطوير: الاستثمار في تقنيات تصنيع الرقائق النانوية الأكثر تطورًا.
- خلق فرص عمل: دعم المجتمعات المحلية عبر توظيف الآلاف من العمالة الماهرة.
التحديات التي تواجه صناعة أشباه الموصلات
- الاعتماد على آسيا: تهيمن دول مثل تايوان وكوريا الجنوبية على سوق تصنيع الرقائق، مما يجعل الولايات المتحدة تواجه خطرًا جيوسياسيًا بسبب التوترات مع الصين.
- نقص الإمدادات: تعاني الصناعة من نقص عالمي في الرقائق، مما أثر على قطاعات عديدة، بما في ذلك السيارات والإلكترونيات.
- التكاليف المرتفعة: يتطلب بناء مصانع تصنيع الرقائق المتقدمة استثمارات ضخمة بسبب تعقيد التكنولوجيا المستخدمة.
كيف ستؤثر منحة نجاة على السوق؟
أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أن التمويل سوف يُمنح بناءً على تحقيق إنتل مراحل رئيسية في مشاريعها المختلفة. ومع التمويل الجديد، قد تتمكن الشركة من تعزيز خططها للتعافي، وتجاوز أزماتها الحالية، والتوسع في السوق.
تسعى الولايات المتحدة من خلال هذا التمويل إلى:
- تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية: من خلال تعزيز الإنتاج المحلي.
- زيادة القدرة التنافسية العالمية: بالاستثمار في أحدث التقنيات.
- تعزيز الابتكار: تشجيع الشركات الأخرى على الدخول في هذا المجال عبر الحوافز الحكومية.
ردود الأفعال الدولية
- الدول الآسيوية: قد يُنظر إلى هذه الخطوة كتهديد للهيمنة الآسيوية على صناعة أشباه الموصلات.
- الاتحاد الأوروبي: رحّب بالخطوة لكنه دعا إلى تعاون عالمي لتجنب الصراعات التجارية.
- الشركات المنافسة: قد تواجه ضغوطًا لتوسيع استثماراتها لمواكبة التطورات.
لماذا إنتل؟
ومن المتوقع إعلان اتفاقيات تمويل إضافية لقانون CHIPS خلال الأسابيع المقبلة، في محاولة من إدارة بايدن لاستكمال العديد من الصفقات قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام المقبل.
اختيار الحكومة الأمريكية لشركة إنتل جاء لعدة أسباب:
- مكانتها القيادية: تُعد إنتل واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال تصنيع المعالجات.
- تاريخها الطويل: لديها خبرة عميقة في الصناعة، مما يجعلها شريكًا موثوقًا.
- بنيتها التحتية في الولايات المتحدة: تمتلك مصانع تشغيلية ضخمة داخل البلاد.
مقترح لك: جهاز Oppo Pad 3
الخلاصة
تُعد منحة نجاة بقيمة 8 مليارات دولار خطوة استراتيجية لتعزيز موقع الولايات المتحدة في صناعة أشباه الموصلات. إنتل، التي تواجه تحديات متزايدة من المنافسين الآسيويين، ستستفيد من هذا الدعم لتحسين قدرتها الإنتاجية وتعزيز الابتكار.
تعليقات