تُعد لعبة ببجي (PUBG) واحدة من أكثر الألعاب شهرة في العقد الأخير، حيث أطلقت شركة “بيجي (PUBG Corporation) التي تملكها شركة كرافتون (Krafton) هذه اللعبة لتغير مفهوم الألعاب الجماعية بشكل غير مسبوق، ولقد شهدت اللعبة منذ إطلاقها في عام 2017 نجاحًا مدويًا جعلها تتربع على عرش الألعاب الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا: ماذا بعد “ببجي”؟ وهل يمكن للمطورين أن يقدموا شيء جديد يعزز من مكانة اللعبة في السوق؟
الجواب جاء مؤخرًا عبر إعلان مبتكر لعبة “ببجي”، “بريندان غرين”، عن مشاريع جديدة تطمح إلى تغيير تجربة الألعاب الإلكترونية بشكل أكبر. فقد كشف غرين عن ثلاث ألعاب جديدة من شأنها أن تزيد من شعبية لعبة “ببجي” وتفتح أمام اللاعبين تجارب جديدة تضاف إلى تجربة “الباتل رويال” المشهورة.
لعبة Prologue – تجربة العالم المفتوح
أول لعبة كشف عنها بريندان غرين هي لعبة “Prologue”، وهي لعبة عالم مفتوح ضخمة تهدف إلى استكشاف بيئات متنوعة في عالم واقعي افتراضي. هذه اللعبة هي بمثابة مشروع رائد سيقدم للمستخدمين تجربة لعب غامرة بشكل لم يسبق له مثيل. بينما تستمد “ببجي” قوتها من معارك الباتل رويال، يركز “Prologue” على الحرية التامة في استكشاف العالم، وتقديم أنشطة متنوعة مثل الصيد، والتجارة، واحتلال الأراضي، والمزيد.
وقد أكّد غرين أن “Prologue” ستكون تجربة مختلفة تمامًا، ولكنها ستظل تحتفظ بجوهر ألعاب “كرافتون” من حيث الواقعية والابتكار في أسلوب اللعب. سيكون بإمكان اللاعبين اللعب بمفردهم أو التعاون مع آخرين في مهام جماعية، وستتميز اللعبة بقدرتها على الاستفادة من تقنيات الذكاء الصناعي (AI) لتحسين التفاعل بين اللاعبين وعالم اللعبة.
لعبة Project X – أولى تجارب ألعاب الواقع الافتراضي (VR)
ثاني لعبة أعلن عنها غرين هي “Project X”، وهي لعبة تركز بشكل أساسي على تجربة الواقع الافتراضي (VR) وتستهدف عشاق هذا المجال الذي يتطور بسرعة. تمثل هذه اللعبة نقلة نوعية نحو استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في الألعاب الاستراتيجية والتكتيكية.
من خلال “Project X”، سيكون اللاعبون قادرين على التفاعل مع البيئة والأعداء بشكل غير تقليدي عبر نظارات الواقع الافتراضي وأجهزة التحكم المتطورة. وتهدف هذه اللعبة إلى تقديم تجربة واقعية تمامًا، حيث يتفاعل اللاعب مع عالم مليء بالمخاطر والتحديات التي تتطلب التفكير السريع، مما يعزز من الواقعية في أسلوب اللعب. بحسب غرين، ستركز اللعبة على أسلوب “الباتل رويال” الذي حقق نجاحًا كبيرًا في “ببجي”، لكن بشكل أكثر تفصيلاً وبتجربة من منظور الشخص الأول.
مقترح لك: مراجعة لعبة Free Fire
لعبة The Callisto Protocol – مزيج من الرعب والقتال
أما اللعبة الثالثة التي أعلن عنها غرين فهي “The Callisto Protocol”، التي تتمحور حول نوع جديد من الألعاب يجمع بين الرعب والقتال. ورغم أنها ليست مباشرةً جزءًا من عائلة “ببجي”، فإنها تستفيد من نفس التقنيات التي جعلت من لعبة “ببجي” مثالًا يحتذى به في عالم الألعاب. ستدور أحداث اللعبة في بيئة مظلمة وغامضة، حيث سيواجه اللاعبون كائنات مرعبة وسط ظروف بيئية صعبة للغاية.
تتميز اللعبة بجو من الرعب النفسي والتوتر المستمر، حيث سيتعين على اللاعبين البقاء على قيد الحياة في بيئة غير متوقعة، ما يضفي على اللعبة تجربة مختلفة تمامًا عن “ببجي” ولكن مع الحفاظ على نفس الابتكار في أسلوب اللعب. بالإضافة إلى ذلك، فإن لعبة “The Callisto Protocol” ستسهم في تحسين سمعة “كرافتون” في مجال تطوير الألعاب التي تركز على القتال العميق والمخيف.
كيف ستؤثر هذه الألعاب على شعبية ببجي؟
يعد إعلان بريندان غرين عن هذه الألعاب الجديدة بمثابة خطوة استراتيجية لزيادة شعبية لعبة “ببجي” وتوسيع قاعدة اللاعبين حول العالم. هناك عدة عوامل تؤكد أن هذه المشاريع الجديدة ستسهم في تعزيز مكانة “ببجي” في السوق:
- التنوع في أساليب اللعب
عبر هذه الألعاب الثلاث، تفتح “كرافتون” آفاقًا جديدة للاعبين، حيث لا يقتصر الأمر على “الباتل رويال” فقط، بل يتم تقديم تجارب متعددة مثل العالم المفتوح (Prologue) والواقع الافتراضي (Project X)، مما يتيح للاعبين خيارات واسعة للاستمتاع بأنماط لعب متنوعة. - تحسين تقنيات اللعبة
استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي سيساعد في تقديم تجارب جديدة تجعل من كل لعبة أكثر تفاعلية وغامرة. هذه الابتكارات التكنولوجية ستجذب المزيد من اللاعبين الذين يبحثون عن تحديات جديدة وتجارب غير تقليدية. - التكامل بين الألعاب
بالنظر إلى أن “كرافتون” تعمل على تطوير هذه الألعاب جنبًا إلى جنب مع “ببجي”، فإن من المتوقع أن تكون هناك إمكانية لدمج بعض عناصر هذه الألعاب مع “ببجي”. قد تساهم هذه التكاملات في إضافة مزيد من المتعة والتشويق للاعبين، وتحقيق تفاعل مستمر بين اللاعبين عبر الألعاب المختلفة. - الجذب إلى جمهور أوسع
بالنظر إلى أن “ببجي” قد بدأت في جذب فئات متنوعة من اللاعبين حول العالم، فإن هذه الألعاب الجديدة قد تؤدي إلى جذب جمهور جديد يهتم بالأنماط المختلفة من الألعاب، سواء كانت ألعاب الواقع الافتراضي أو ألعاب الرعب أو حتى ألعاب العالم المفتوح.
خاتمة
باختصار، فإن إعلان بريندان غرين عن ثلاث ألعاب جديدة هو خطوة كبيرة نحو إثراء عالم الألعاب الإلكترونية وجعل “ببجي” أكثر شعبية من أي وقت مضى. سواء من خلال تقنيات الواقع الافتراضي، أو العوالم المفتوحة، أو أساليب اللعب المبتكرة، ستحافظ “كرافتون” على ريادتها في صناعة الألعاب، بينما تقدم للاعبين تجارب جديدة تفتح أبوابًا لا حصر لها من المتعة والإثارة. إذا نجحت هذه الألعاب كما هو متوقع، فسيكون لدينا جيل جديد من الألعاب الإلكترونية التي تتحدى الحدود التقليدية للألعاب الحديثة.
تعليقات