في خطوة استراتيجية جريئة تهدف إلى تعزيز شبكات الاتصال العالمية وتوسيع قدرات البنية التحتية الرقمية، أكدت شركة ميتا رسميًا أنها تعمل على مشروع Waterworth، الذي يسعى لإنشاء أطول كابل بحري في العالم يمتد لمسافة 50 ألف كيلومتر. ويُعتبر هذا المشروع استثمارًا ضخمًا يفوق 10 مليارات دولار، مما يعكس التزام ميتا بتوفير اتصال سريع وموثوق يدعم انتشار خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية عبر القارات.
Waterworth
Waterworth رؤية مستقبلية للكابلات البحرية
يهدف مشروع Waterworth إلى الربط بين خمس قارات رئيسية، حيث ستشمل نقاط التوصيل مواقع استراتيجية في الولايات المتحدة، والبرازيل، والهند، وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مناطق حيوية أخرى. ويعد هذا المشروع حجر الزاوية في خطة ميتا لتعزيز سيطرتها على البنية التحتية للكابلات البحرية، وهي عنصر أساسي في دعم حركة البيانات العالمية وتحقيق سرعة اتصال عالية تلبي متطلبات العصر الرقمي.
التقنيات المبتكرة وراء مشروع Waterworth
تستخدم ميتا في مشروعها الجديد أحدث تقنيات الكابلات البحرية لضمان الأداء الأمثل في ظروف المياه العميقة. وفيما يلي أبرز التقنيات المستخدمة في المشروع:
- الألياف الضوئية عالية الكفاءة: يعتمد المشروع على 24 زوجًا من الألياف الضوئية، مما يسمح بنقل كميات ضخمة من البيانات بسرعات عالية، ويدعم التطبيقات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية.
- تقنيات التوجيه المبتكرة: تساعد تقنيات التوجيه المتطورة على زيادة كفاءة الكابل في نقل البيانات حتى في المياه العميقة، حيث يصل عمق التشغيل إلى 7,000 متر.
- أساليب دفن متطورة: لضمان تقليل الأعطال الناتجة عن العوامل الجغرافية والسياسية، يشمل المشروع أساليب متقدمة لدفن الكابل في المناطق ذات المخاطر العالية، مما يعزز من موثوقية الاتصال واستمراريته.
الدوافع الجيوسياسية وأهمية الشراكة مع الهند
تلعب العوامل الجيوسياسية دورًا محوريًا في هذا المشروع الضخم. فقد أشارت تصريحات مشتركة من البيت الأبيض إلى أن الهند تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير وصيانة الكابلات البحرية في المحيط الهندي. وفي بيان مشترك صدر عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تم التأكيد على التزام البلدين بتطوير تقنيات الكابلات البحرية ضمن شراكة دفاعية استراتيجية.
وتعتبر الهند، التي تُعد أكبر سوق من حيث عدد السكان، محورًا أساسيًا في مشروع Waterworth؛ إذ ستساهم في تمويل مد الكابل وصيانته من خلال مزودي خدمات موثوقين، مما سيضمن اتصالاً عالي السرعة يدعم الابتكار في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والخدمات السحابية.
تعزيز البنية التحتية الرقمية ودعم الابتكار العالمي
يُعد مشروع Waterworth جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية العالمية. وفقًا لإعلان ميتا الرسمي، فإن المشروع سيُشكل استثمارًا ضخمًا على مدى عدة سنوات لتأسيس ثلاثة ممرات بحرية جديدة، توفر اتصالًا عالي السرعة وتسهم في تحسين موثوقية الإنترنت على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يلعب الكابل دورًا رئيسيًا في دعم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، مما يسهم في دفع عجلة الابتكار الرقمي على نطاق عالمي.
إن التوسع في شبكات الكابلات البحرية ليس جديدًا على ميتا؛ فهي تملك حصصًا في 16 شبكة كابلات بحرية، بما في ذلك مشروع 2Africa الذي يحيط بالقارة الأفريقية بالتعاون مع شركات كبرى مثل أورانج وفودافون وشركة الصين للاتصالات وغيرها. ومع ذلك، فإن مشروع Waterworth يمثل أول مشروع متكامل تمتلكه ميتا بالكامل، مما يمنحها ميزة تنافسية في سوق الكابلات البحرية على المستوى العالمي.
التنافس مع جوجل وتعزيز السيطرة على البنية التحتية
يأتي مشروع Waterworth في وقت يشهد فيه سوق الكابلات البحرية تنافسًا شديدًا بين عمالقة التكنولوجيا. تمتلك شركة جوجل بعض المسارات البحرية بنحو حصري ضمن 33 شبكة كابلات بحرية، مما يضعها في منافسة مباشرة مع ميتا. ويعد امتلاك ميتا لمشروع Waterworth بالكامل خطوة استراتيجية لتعزيز سيطرتها على البنية التحتية الرقمية، وضمان تقديم خدمات اتصال متطورة وموثوقة تخدم احتياجات الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
مقترح لك:مجلس إدارة OpenAI يرفض عرض إيلون ماسك الاستحواذ: قرار حاسم لمستقبل الذكاء الاصطناعي
خلاصة
يمثل مشروع Waterworth الذي تطلقه ميتا خطوة رائدة في عالم الكابلات البحرية، حيث يهدف إلى إنشاء أطول كابل بحري في العالم يمتد لمسافة 50 ألف كيلومتر، ويربط بين خمس قارات رئيسية. من خلال استثمار يتجاوز 10 مليارات دولار واستخدام أحدث التقنيات في نقل البيانات، تسعى ميتا إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية العالمية ودعم انتشار خدمات الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي على نطاق عالمي.
كما يعكس المشروع أهمية التعاون الدولي، خاصةً مع مشاركة الهند كشريك استراتيجي في تأمين وصيانة الكابل في المحيط الهندي، مما يضمن اتصالاً عالي السرعة ومستدامًا يعزز من قدرات الاقتصاد الرقمي العالمي. مع استمرار المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وميتا، يُتوقع أن يشكل مشروع Waterworth فارقًا كبيرًا في تحسين موثوقية الإنترنت ودعم الابتكار في السنوات القادمة.
تابعوا آخر الأخبار والتحديثات حول مشروع Waterworth لتكونوا على دراية بكل جديد في عالم البنية التحتية الرقمية والاتصال عالي السرعة.
تعليقات