قصة التوبة وعذاب القبر
في ليلة عاصفة وممطرة من عام 1954، حين كانت السماء مليئة بصوت الرعد وأضواء البرق المخيفة، تجنب أحد الرجال البرد القارس والجوع الذي يعتصره وهو يسير وحيدًا في طريق مظلم. لم يكن يعرف إلى أين يذهب، ولكن بحثه عن مأوى للدفء والطعام قاده إلى منزل قديم ومهجور ظاهريًا، ليبدأ حدثًا غريبًا سيغير مجرى حياته. القصة التي تلت تلك اللحظات حملت في طياتها مفاجآت غير متوقعة وعبرت عن أهمية الصلاة والتوبة، وكيف يمكن أن يغير الدعاء والصدقة مصير الميت في الآخرة.
قصة مؤثرة تحمل في طياتها عبرة عظيمة، تتحدث عن عذاب القبر والتوبة والرحمة، كما تُبرز القصة مفهوم عمل الخير والتصدق عن الأموات كوسيلة للتخفيف عنهم في الآخرة.
ليلة ممطرة ومصير مجهول
في ليلة من ليالي عام 1954، كانت السماء تعجّ بصوت الرعد وأضواء البرق المخيفة، بينما تساقط المطر بغزارة على الطرقات المظلمة. في هذا الجو القارس، كان رجل يسير وحيدًا، مرتجفًا من البرد والجوع، يبحث عن ملجأ يقيه قسوة الليل.
بعد مشي طويل، لاح له منزل كبير بدا عليه أنه مهجور، فتوجه نحوه مترددًا، ودق الجرس عدة مرات. فتح له صاحب المنزل وسأله عن حاجته، فأجابه الرجل بصوت مرتعش أنه تائه ويشعر بالبرد والجوع، راجيًا استضافته حتى طلوع الشمس.
دعاه صاحب المنزل للدخول، وقدم له الطعام والقهوة الساخنة، فشعر الغريب بالراحة والدفء. لاحظ أن مضيفه يعيش وحيدًا بصحبة كلبه فقط، دون زوجة أو أولاد أو حتى خدم. بعد العشاء، أعطاه صاحب المنزل بالطو ليحتمي من البرد، وأرشده إلى غرفة ليبيت فيها حتى الصباح.
لكن مع شروق الشمس، بدأت الأحداث تأخذ منحى غامضًا…
التوبة وعذاب القبر زيارة المتحف والمفاجأة الصادمة
في اليوم التالي، وبعد اختفاء الضيف الغريب دون أثر، قرر صاحب المنزل متابعة يومه كالمعتاد، متجاهلًا القلق الذي تسلل إلى قلبه. كان لديه موعد لحضور معرض يضم صورًا أثرية نادرة في أحد المتاحف القريبة.
دخل المتحف وبدأ يتجول بين الصور القديمة، مبهورًا بالتاريخ العريق المنعكس في الوجوه والملامح المحفورة في اللوحات. وبينما كان يتأمل إحدى الصور، توقف فجأة، وقد تجمدت أنفاسه في صدره.
كان في الصورة وجه مألوف للغاية… وجه الرجل الذي استضافه في منزله الليلة الماضية! لم يصدق عينيه، فتوجه بسرعة إلى أحد المشرفين على المعرض وسأله عن هوية الشخص في الصورة. كانت الصدمة أكبر عندما أجابه المسؤول بهدوء:
“هذا الرجل توفي منذ أكثر من 200 عام.”
شعر صاحب المنزل برعشة تسري في أوصاله، وأخذ يقلب نظره بين الصورة وبين ذكرياته عن الرجل الغريب. لم يكن مخطئًا، فقد لاحظ علامة واضحة على وجهه في الليلة الماضية، وهي نفسها التي تظهر جلية في الصورة.
لم يستطع تصديق ما يحدث… هل كان ضيفه شبحًا؟ أم أن هناك سرًا أكبر مما يتخيله؟
التوبة وعذاب القبر ظهور مروع داخل القبر
لم يستطع الرجل تصديق ما سمعه في المتحف، فأراد التأكد بنفسه. ذهب مسرعًا إلى المقبرة حيث دُفن الرجل الذي رأى صورته، وقلبه يخفق بقوة من الترقب والخوف. عندما وصل، كانت الصدمة الكبرى بانتظاره.
هناك، فوق القبر تمامًا، وجد البالطو الذي أعطاه للرجل الغريب في الليلة الماضية! التقطه بيدين مرتعشتين، متأكدًا أنه نفس البالطو الذي كان يرتديه ضيفه. كيف وصل إلى هنا؟ ومن الذي وضعه؟
وبينما كان غارقًا في دهشته، اقترب منه راعٍ عجوز كان يمر بالمكان وسأله:
“لمن هذا البالطو؟”
أجابه الراعي بثقة:
“إنه لذلك الرجل الذي أراه كل يوم يحمل إبريقًا من الفخار، يملؤه من الترعة قبل كل صلاة، ثم يذهب إلى هذه المقبرة.”
ارتجف الرجل من رأسه حتى قدميه، وسأل بصوت مرتعش:
“وأين هو الآن؟”
قال الراعي:
“إنه يأتي دائمًا في وقت الصلاة، انتظره حتى يحين الظهر، وستراه بنفسك.”
جلس الرجل ينتظر، وعيناه تحدقان في الطريق. ومع اقتراب وقت الظهر، ظهر الرجل الغريب بالفعل، يحمل إبريقه متجهاً إلى الترعة، ثم سار نحو القبر بهدوء. لكن عندما تبعه الرجل بحذر إلى داخل المقبرة، حدثت المفاجأة الكبرى…
ما إن دخل الغريب القبر، حتى اختفى تمامًا أمام عينيه! لم يكن هناك أثر له سوى رائحة غريبة وأجواء مرعبة تخيم على المكان.
بدأ الرجل يصرخ منادياً عليه، لكن لا أحد يجيب.
تعليقات