قصة الإخوة الثلاثة
في قديم الزمان، عاش الإخوة الثلاثة في قرية صغيرة، ورثوا عن والدهم ثروة كبيرة كان من المفترض أن تقسم بينهم بالعدل. لكن الطمع دب في قلوب اثنين منهم، فحرما أخاهم الأصغر، جابر، من نصيبه. خرج جابر من قريته مع زوجته هند بحثًا عن حياة جديدة، بعيدًا عن الظلم والجشع، استقر الزوجان في غابة بعيدة، حيث عاشا بسعادة رغم قلة الموارد، إلى أن حملت هند بطفلهما الأول. لكن القدر كان يخفي لهما مفاجآت لم يتوقعاها، فقد تداخلت الأقدار وتلاعبت بها الأيدي الخفية، لتبدأ رحلة من التحديات والمؤامرات التي ستغير مصيرهما إلى الأبد. العبرة من القصة هي أن الصبر والمثابرة يقودان إلى النجاح، وأن الظلم لا يدوم. مهما واجه الإنسان من صعوبات، فإن العدل سينتصر في النهاية، والحق سيعود إلى صاحبه. كما تؤكد القصة أن الإيمان بالذات والعمل الجاد هما مفتاح تجاوز المحن، وأن الخير لا يضيع مهما طال الزمن.
الرجل الحكيم وتقسيم الميراث
يحكى أن رجلًا حكيمًا كان يعيش في قرية صغيرة، وكان معروفًا بعدله وحكمته في حل النزاعات بين الناس. ذات يوم، جاء إليه الإخوة الثلاثة يختلفون في تقسيم ميراث والدهم، فقد ترك لهم الأب 17 جملًا، وأوصى بأن يُعطى الابن الأكبر نصفها، والابن الأوسط ثلثها، والابن الأصغر تسعها.
تحيّر الإخوة في كيفية التقسيم، إذ أن 17 لا تنقسم بسهولة على هذه الأجزاء. لجأوا إلى الحكيم طالبين مساعدته، ففكر قليلًا ثم أضاف إلى الجمال جملًا من عنده، فأصبح المجموع 18 جملًا. ثم بدأ بالتقسيم:
- أخذ الابن الأكبر نصف 18، أي 9 جمال.
- أخذ الابن الأوسط ثلث 18، أي 6 جمال.
- أخذ الابن الأصغر تسع 18، أي جملين.
عندما جمعوا نصيب كل واحد، وجدوا أن 9 + 6 + 2 = 17 جملًا، وبقي الجمل الذي أضافه الحكيم، فأخذه وعاد به إلى منزله، وهكذا تم حل المشكلة بذكاء ودون ظلم.
الإخوة الثلاثة حياة جابر وزوجته هند في الغابة
كان جابر وزوجته هند يعيشان حياة بسيطة في قلب الغابة، حيث كانا يعتادان على الطبيعة من حولهما ويعيشان بتناغم مع الحيوانات والأشجار. كان جابر رجلًا حكيمًا وقويًا، يعتمد على الصيد وجمع الثمار لتأمين قوت يومهما، بينما كانت هند تهتم بترتيب الكوخ الصغير وتحضير الطعام من الخيرات التي توفرها لهم الغابة.
على الرغم من صعوبة الحياة في البرية، إلا أن جابر وهند كانا سعيدين، فقد تعلّما كيف يتأقلمان مع تحديات الطبيعة وكيف يستفيدان من مواردها دون الإضرار بها. كانت حياتهما قائمة على التعاون والمحبة، حيث كان كل منهما يساند الآخر في مواجهة المصاعب.
ذات يوم، واجها تحديًا كبيرًا عندما اجتاحت عاصفة قوية الغابة، فاضطرا للبحث عن ملجأ آمن يحتمي فيهما. بفضل صبرهما وحكمتهما، تمكنا من تجاوز الأزمة وبناء كوخ أكثر متانة. تعلم جابر وهند من هذه التجربة أن التعاون والصبر هما مفتاح التغلب على الشدائد، وأن الحياة البسيطة قد تكون مليئة بالسعادة إذا تخللتها المحبة والتفاهم.
الإخوة الثلاثة ولادة هند والبحث عن المساعدة
مع مرور الأيام، حملت هند بطفلها الأول، وكانت السعادة تملأ قلبها وقلب جابر، لكن القلق كان يراودهم أيضًا، إذ لم يكن في الغابة طبيب يساعدها أثناء الولادة. ومع اقتراب موعد ولادتها، ازدادت متاعبها، وشعر جابر بالعجز أمام ألم زوجته المتزايد.
قرر جابر البحث عن المساعدة، فخرج من الكوخ متجهًا إلى أقرب قرية يمكنه الوصول إليها. سار في الغابة لساعات طويلة، متجاوزًا الأشجار الكثيفة والأنهار الجارية، حتى وصل أخيرًا إلى قرية صغيرة عند أطراف الغابة. هناك، طلب المساعدة من حكيم القرية، الذي وافق على مرافقته لمساعدة هند.
عاد جابر مسرعًا مع الحكيم إلى الكوخ، وبفضل خبرته، تمكن من مساعدة هند في ولادتها بسلام. بكى الطفل أول مرة، وكانت الفرحة تغمر قلب والديه. أدرك جابر وهند أن التعاون والثقة بالآخرين هما مفتاح النجاة في الحياة، وأن طلب المساعدة عند الحاجة ليس ضعفًا، بل دليل على الحكمة والقوة.
الإخوة الثلاثة لقاء جابر بالحكيمة في الطريق
بينما كان جابر يسير في الغابة بحثًا عن المساعدة، شعر بالتعب والقلق يثقلان خطواته. فجأة، لمح من بعيد امرأة مسنة تجلس تحت شجرة ضخمة، تضع بجانبها حقيبة مليئة بالأعشاب الطبية. بدت عليها الحكمة والخبرة، فتوجه نحوها مسرعًا، وألقى عليها التحية.
نظرَت إليه الحكيمة بعينين ثاقبتين وسألته عن سبب قلقه. حكى لها جابر عن معاناة زوجته هند واقتراب موعد ولادتها دون وجود أي مساعدة. ابتسمت الحكيمة بلطف وقالت: “لا تقلق، فقد أتيت في الوقت المناسب. سأساعدكما، لكن عليك أن تثق بي وتتبعني دون تردد.”
سار جابر معها عبر طرق الغابة الوعرة، وهو يشعر بالأمل يتجدد في قلبه. وبينما كانا يمشيان، بدأت الحكيمة تشرح له عن بعض الأعشاب الطبية التي يمكن استخدامها لتخفيف آلام الولادة، مؤكدة أن الطبيعة مليئة بالكنوز لمن يعرف كيف يستفيد منها.
عندما وصلا إلى الكوخ، بدأت الحكيمة بتجهيز ما يلزم لمساعدة هند، بينما وقف جابر ممتنًا لهذه الصدفة التي قادته إلى المرأة التي ستغير مجرى حياته وحياة زوجته.
تعليقات